الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
تفسير سورة الكهف
49769 مشاهدة print word pdf
line-top
أهل الكهف فتية ثبتهم الله على الحق

هكذا أخبر الله تعالى، ثم أخبر تعالى بأنهم فتية، يعني: من الفتيان الذين هم في مستقبل شبابهم، نحن أعلم... أخبر تعالى: بأنه أعلم بهم، وبأحوالهم، وبما يكون من أمرهم، وأن الناس اختلفوا في أمرهم. ذكر الله تعالى أنهم فتية آمنوا بربهم، وأنه ربط على قلوبهم، وأنهم اختاروا هذا الإيمان، وأنهم دعوا الله تعالى بهذه الأدعية، دعوا الله بقولهم: رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ يعني: قصصا صحيحا ليس فيه تَخَرُّصٌ، وليس فيه ظن، كما يظنه الْقُصَّاصُ ونحوهم.
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ لم يُذكر سبب إيمانهم من دون قومهم، ولكن الله تعالى هداهم. أي: قذف في قلوبهم الهداية، ومعرفة الحق والاعتقاد الصحيح، واختيار التوحيد؛ الذي هو توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة؛ فأخبر بأنهم فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى زادهم الله لما أنهم تمسكوا بالتوحيد زادهم الله هدى، ومكن لهم معرفة الحق، ومعرفة الإيمان، وَزِدْنَاهُمْ هُدًى .
وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أي: ثبتهم؛ وذلك لأنهم نشأوا في قوم مشركين؛ أهل بلادهم كانوا مشركين، ومع ذلك خالفوا أهليهم، وإخوانهم وآباءهم وأقاربهم، واختاروا أن يوحدوا ربهم. كذلك أيضا اختاروا أن يخرجوا من بلادهم، وأن يفارقوا أهليهم. ومفارقة الأهل بلا شك صعبة على النفوس؛ ولكن هذه حال من ربط الله تعالى على قلبه، وقَوَّى إيمانه، وثبته بقول ثابت، ومكنه من الإيمان، فلا يصعب عليهم مفارقة أهليهم، ولا مفارقة بلادهم، ولا مفارقة أقوامهم، ما صعب عليهم في ذات الله تعالى. وهكذا كل من حقق الله تعالى الإيمان في قلبه، وملأ قلبه من الإيمان والتصديق؛ لا يصعب عليه أن يفارق أهله ، وأن يفارق بلاده، وأن يختار الإيمان الصحيح، وأن يتمسك بالدين، وأن يعض عليه بالنواجذ، ولو حصل له من الأذى ما حصل. فهذا آثار قوله: وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا هذا القيام قيل: إنه قيامهم بعد موتهم. أي: بعد أن مكثوا أمواتا مدة طويلة.
فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أي: اعترفوا بأن ربهم. يعني: خالقهم ومالكهم؛ هو رب السماوات والأرض، الخالق لجميع المخلوقات.
لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا يعني: لن ندعو غيره، بل هو ربنا. نعبده وحده، ولا نعبد غيره، ولا نشرك به شيئا.
لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا يعني: إذا أشركنا قولا: شَطَطًا أي: قولا مائلا عن الحق.

line-bottom